أوقفوا الدنيا كلها من أجل فلذات أكبادكم أيها الآباء والأمهات
في هذا الزمان المتلون، هذا المقال حُق له أن يعلق في جدار كل بيت حافظوا اليوم على أبنائكم .. تحدثوا معهم عن الفتن والشرور التي تُخبؤها الأيام القادمة، استثمروا في عقولهم؛ لنجاتهم ونجاتكم.ﻻ تهربوا من المتدينين، ﻻ تُسيئوا للملتزمين وتُكَبِّروا عيوبَهم وتُعَظِّموا هفواتِهم، ﻻ تُحَقِّروا العلماءَ والدعاةَ لأي أغراض فهم أعمدةُ الأمة وأوتادها، ﻻ تُشوِّهوا صورَهم في أذهان أبنائكم فيكبرون وهم يكرهون الصالحين ويكرهون معهم الصلاحَ وأهلَه.
في اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك تهجم على عقله ألف فكرةٍ خاطئةٍ، وعلى عينيه ألف ألف مقطعٍ سيء، وعلى وقته ألف ألف شاغلٍ وشاغلٍ بالشر عن الخير .. فكيف بمن يُغيبون شهوراً ودهوراً ؟!
أيها الآباء والأمهات .. لا حاجة لأولادكم إلى الثوب الجديد، أو المصروف الكبير، أو الميراث الوفير بقدر حاجتهم
إلى حب الله ومراقبته .. واكتشاف مواطن الخير فيهم لتعهدها، ومكامن الشر لانتزاعها وعلاجها.
أيها الآباء والأمهات .. لا تعتذروا بضيق أوقاتكم فتكونوا كمن يضحك على نفسه !!
فقد كان الصحابة يفتحون العالم ثم يعودون إلى أولادهم
فيفتحون قلوبهم
ويُحسنون تربيتهم
ويورثونهم دينهم وأخلاقهم ...
لا تعتذروا فللرجال بصمات، وللنساء لمسات، ولا غنى للولد عن كليهما.
لا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم فبئس الرزق ذلك الذي يُقدم للأمة أجساماً معلوفة!!
وأخلاقاً مُهلهلةً ضعيفة!!
الزمان الآن صعب ..وأولادنا والله مساكين ..يحتاجون أضعاف أضعاف ما كُنا نأخذ في مثل أعمارهم؛ للفارق الكبير بين الفتن والمُغريات التي بين جيلنا وجيلهم !!
عودوا إلى بيوتكم ..واشبعوا حباً من أولادكم... العبوا معهم .. وقصوا عليهم .. واستمعوا كثيراً إليهم ..
وتفرغوا من أجل هؤلاء الأبرياء عن بعض مشاغلكم ...
بالتوفيق دائما بإذن الله